لمحة عن القصة
- خلايا الشيخوخة (اللي توقفت عن الانقسام) لها دور معقّد في التئام الجروح. فيها النافع وفيها اللي يعيق العملية.
- خلايا الشّيخوخة اللي فيها بروتين واحد وعشرين بالتحديد توقف الالتئام لأنها تزيد الالتهاب، عكس الخلايا اللي فيها بروتين ستة عشر اللي تفيد.
- في الجروح المزمنة، تراكم خلايا الشيخوخة الضارة يخل في عملية الالتئام الطبيعية، مما يؤخر انغلاق الجرح ويسبب التليف (فيبروسيس).
- المركبات الطبيعية السينوليتك، مثل فيسيتين وكويرسيتين (الموجودة في الفواكه والخضار)، تنظف الجسم من خلايا الشيخوخة الضارة.
- النمط الحياتي الصحي، مثل التقليل من الدهون غير المشبعة (زيوت البذور)، يقلل ضرر الخلايا ويوازن بين خلايا الشيخوخة النافعة والضارة.
هل لاحظت إن الجرح أو الخدش البسيط ياخذ وقت أطول عشان يلتئم كل ما تقدمت في العمر؟ هالتجربة المشتركة لها علاقة بالتغيرات على مستوى الخلايا، وتحديداً خلايا اسمها "خلايا الشيخوخة" (الخلايا الساكنة). هذه الخلايا تكون قد توقفت عن الانقسام، يعني تقاعدت، لكنها ما تختفي.
لفترة طويلة، العلماء كانوا يعتقدون إن هذه الخلايا المتقاعدة ضارة وتساهم في الشيخوخة والأمراض. لكن الأبحاث الجديدة كشفت قصة أكثر تعقيداً: فيه خلايا شيخوخة مفيدة لعملية الالتئام، وفيه خلايا تعيقها.
شني هي خلايا الشيخوخة؟ وليش موجودة في جسمنا؟
جسمك يتكون من تريليونات الخلايا اللي بتنقسم باستمرار عشان تحل محل الخلايا القديمة أو المتضررة. عملية الانقسام هذي ضرورية للنمو، الإصلاح، والصحة العامة. بس الخلايا ما تنقسم إلى ما لا نهاية. في حد أقصى لعدد مرات انقسام الخلية، يسمونه "حد هايفليك". أما إذا وصلت الخلية لهذا الحد، أو إذا تعرضت لضرر كبير، تدخل في حالة اسمها "الشيخوخة الخلوية".
هالخلايا الساكنة ما تموت، لكنها تتوقف عن الانقسام. اعتبرهم مثل العمال المتقاعدين. همه مو نشطين في الإنتاج، بس يأثرون على اللي حولهم. في البداية، العلماء شافوها خلايا ضارة بشكل أساسي. كانوا يربطونها بالالتهابات وأمراض الشيخوخة المختلفة.
هالنظرة السلبية جاءت لأن خلايا الشيخوخة تفرز مجموعة من جزيئات الإشارة المعروفة باسم SASP. الـ SASP يشبه شبكة اتصال بين الجيران. بعض الرسائل مفيدة، مثل تحذيرات الخطر، والبعض الثاني أقل فائدة، مثل النميمة. وبنفس الطريقة، بعض عوامل الـSASP تساعد في إصلاح الأنسجة، والبعض الثاني يقدر يسبب التهاب ضار.
عدة عوامل تخلي الخلية تصير شيخوخة. هالعوامل تشمل تلف المادة الوراثية، ضغط من جزيئات ضارة اسمها الجذور الحرة (إجهاد تأكسدي)، وتفعيل جينات تساعد على نمو الخلية (جينات مسببة للسرطان). بروتينات معينة، مثل بروتين واحد وعشرين و بروتين ستة عشر، تلعب أدوار مهمة في بدء والحفاظ على حالة الشِخوخة هذي. هالمحفزات تشبه الأسباب المختلفة لتقاعد شخص مبكراً. يمكن بسبب إصابة، إرهاق، أو مجرد الوصول لسن معين.
تراكم خلايا الشيخوخة له علاقة وثيقة بعملية الشيخوخة ذاتها. كل ما تقدمت في العمر، يزيد تراكم هالخلايا في أنسجتك، مما يساهم في تدهور وظائف الأعضاء ويزيد خطر أمراض الشيخوخة. هالفهم لخلايا الشيخوخة كعملية سلبية مهد الطريق لأبحاث جديدة كشفت مفاجأة: وهو الدور المزدوج لهالخلايا في التئام الجروح.
الدور المعقّد لخلايا الشيخوخة في إصلاح الجروح
رغم إنها غالبًا ترتبط بالشيخوخة والأمراض، الخلايا المتقدمة بالعمر لها دور معقد بجسمك، خصوصًا لما يجي موضوع شفاء الجروح. مو كل الخلايا المتقدمة بالعمر نفس الشي. مثلًا، ممكن نصنفها حسب تعبير بروتينات مختلفة، مثل بروتين ستة عشر وبروتين واحد وعشرين. البحث اللي سواه جامعة كونيكتكت ركز على الأدوار المختلفة لخلايا ستة عشر العالية وواحد وعشرين العالية بشفاء جروح الجلد.
دراسات سابقة بينت إن خلايا ستة عشر العالية لها دور إيجابي بهالعملية. بس دور خلايا واحد وعشرين العالية كان مو معروف أغلبه. الباحثين سووا تجارب على الفيران، وحذفوا بشكل انتقائي خلايا واحد وعشرين العالية. ولقوا إن حذف خلايا واحد وعشرين العالية سرّع غلق الجروح عند الفيران الإناث حوالي ٢٥٪. هالاكتشاف وضح إن خلايا واحد وعشرين العالية، عكس خلايا ستة عشر العالية، لها تأثير سلبي على شفاء الجروح.
التحريات الإضافية بينت إن خلايا واحد وعشرين العالية غالبًا تجي من النسيج الضام، الجلد والجهاز المناعي، وعندها نشاط التهابي، يعني تأثيرها السلبي على الشفاء ممكن يكون بسبب الالتهابالزايد. هالنتائج توضح أهمية التفريق بين أنواع الخلايا المتقدمة بالعمر لما ندرس تأثيرها على شفاء الجروح وبقية العمليات الحيوية.
التأثير السلبي للخلايا المتقدمة بالعمر المستمرة
بعض الخلايا المتقدمة بالعمر تساعد بالبداية على إصلاح الجروح، والبعض الثاني يعرقل الشفاء، خصوصًا بالجروح المزمنة اللي ما تلتئم بالوقت الطبيعي. هالنوع من الجروح مشكلة شائعة عند مرضى السكري وكبار السن.
تراكم بعض أنواع الخلايا المتقدمة بالعمر يساهم بتأخر شفاء الجروح المزمنة. هالخلايا تسبب التهاب مستمر وتضعف نمو نسيج جديد، وتمنع الجرح من الغلق بشكل سليم.
بروتينات SASP تلعب دور بعد بالجانب السلبي لهالخلايا. بعض عوامل SASP تزيد الالتهاب المستمر، تمنع نمو الخلايا وتكسر المصفوفة الخارجية للخلية. يعتبر هذا الانهيار غير فعال في إغلاق الجرح بشكل صحيح. بهالسياق، SASP تعطل الشفاء بدل ما تساعده.
مع إن الخلايا المتقدمة بالعمر تساعد بالبداية على الشفاء، وجودها طويل المدى يسبب مشاكل كبيرة. خذ شفاء الجروح كمشروع بناء مضبوط بعناية. بالبداية، الخلايا المتقدمة بالعمر مثل مدراء مشروع ماهرين، ينسقون وصول الفرق المختلفة (الخلايا الثانية) ويضمنون إن الإصلاحات الأولية تتم بكفاءة.
يسوون هالشي بإطلاق جزيئات إشارات — SASP — اللي مثل التعليمات والتواصل بين الفرق المختلفة. بس إذا ظلوا هالمدراء فترة طويلة، تعليماتهم تصير قديمة أو ضارة، وتعرقل مراحل البناء اللاحقة. هذا اللي يصير بالجروح المزمنة.
مثل ما ذكر بمراجعة، إنه بالجروح الطبيعية والحادة، الخلايا اللي تقدمت بالعمر تظهر لفترة قصيرة وبعدين جهاز المناعة يتخلص منها مع شفاء الجرح. مثل ما ذكر بمراجعة، إنه بالجروح الطبيعية والحادة، الخلايا اللي تقدمت بالعمر تظهر لفترة قصيرة وبعدين جهاز المناعة يتخلص منها مع شفاء الجرح.
هالشي يسمح لمراحل إعادة البناء تمشي بسلاسة وتوصل لتشكيل النسيج الجديد. لكن بالجروح المزمنة، هالخلايا تبقى موجودة، وتستمر تطلق إشارات تسبب الالتهاب المزمن. هالالتهاب المستمر يمنع النسيج الجديد والصحي من التكون بشكل صحيح وحتى يسبب تكسير النسيج الموجود. الإشارات بعد تحفز خلايا مخصصة لإنتاج الكولاجين، والخلايا هذي تنتج كميات زايدة من الكولاجين، اللي هو العنصر الرئيسي في نسيج الندبة.
الإنتاج الزايد للكولاجين يسبب التليف، وهذا يزيد صعوبة الشفاء ويسبب عدم الراحة. الدراسة بعد توضح كيف التغيرات اللي تجي مع العمر، مثل انخفاض إنتاج الكولاجين وضعف جهاز المناعة، تزيد من هالآثار السلبية عند كبار السن.
الأدوية اللي تستهدف الخلايا المتقدمة بالعمر
العلماء يدرسون طرق للتخلص من هالخلايا بالجروح المزمنة وأماكن ثانية بالجسم. واحد من الطرق يستخدم أدوية خاصة تتخلص من الخلايا المضرة بشكل محدد. طريقة ثانية تعتمد على أدوية تعدل الإشارات اللي تطلقها الخلايا المتقدمة بالعمر بدون قتل الخلايا نفسها.
الدراسة تشير إنه مو كل الخلايا المتقدمة بالعمر مضرة، لكن أبحاث ثانية وجدت إن مركبات طبيعية مثل الفيسيتين ممكن تساعد في تقليل تأثير هالخلايا الضار وتحسين الشفاء.
في حين تشير الدراسة المميزة إلى أن الخلايا المسنة ليست كلها ضارة، فقد وجدت أبحاث أخرى أن المركبات الطبيعية المضادة للشيخوخة مثل فيسيتين قد يؤدي العلاج الكيميائي إلى إطالة معدل الوفيات في حالات معينة، مثل المصابين بمرض كوفيد-19، من خلال تقليل عبء الخلايا المسنة.
الفيسيتين، نوع من الفلافونويد، موجود بالفواكه والخضار، خصوصاً الفراولة والتفاح. رغم إنه صعب تحصل على كمية علاجية من الأكل لوحده، إضافة أطعمة تحتوي الفيسيتين لنظامك الغذائي طريقة لدعم توازن صحي للخلايا المتقدمة بالعمر. كيرسيتين ويعمل أيضًا كعامل مضاد للشيخوخة، بما في ذلك ضد نمو السرطان الناجم عن الشيخوخة.
الكيرسيتين موجود بعدة أطعمة، مثل الحمضيات، الخضار الورقية الخضراء، البروكلي، التفاح، البصل، الشاي الأخضر، العنب الأحمر، الكرز الداكن والتوت، مثل التوت الأزرق وتوت الكرانبيري. من بينهم، أعلى مستويات موجودة في التفاح — خصوصاً القشرة — البصل، البروكلي، الكرز، التوت والشاي الأخضر.
إذا تبي مصدر مركز أكثر، جرب قشرة البصل. لأنها تحتوي كمية كبيرة من الكيرسيتين، تقريباً ٧٧ مرة أكثر من لب البصل. رغم إنه أكل قشرة البصل صعب، تقدر تسوي مرقة من قشور البصل وتشربها للحصول على تأثير علاجي أقوى.
الكيرسيتين موجود بعد في بعض الأعشاب الطبية مثل نبات الجنكة، نبات القديس يوحنا، وتوت البلسان. إذا كنت تستخدم الكيرسيتين كمكمل غذائي، خذه بالليل قبل النوم ومعه الزنك، ولما يكون المعدة فاضية من ٣ إلى ٤ ساعات لتحسين تأثيره على الخلايا المتقدمة بالعمر.
موازنة تأثير الخلايا المتقدمة بالعمر لتحسين الشفاء
الأبحاث على الخلايا المتقدمة بالعمر كشفت صورة معقدة. هالخلايا "المتقاعدة" تلعب دور مزدوج في شفاء الجروح وربما وظائف جسمية ثانية. بعض أنواعها تساعد في بدء عملية الشفاء، وبعضها ممكن تطولها، خصوصاً في الجروح المزمنة.
الدرس المهم هو إن السياق والتوقيت لنشاط هالخلايا مهم جداً. فهم هالتوازن أساسي لتطوير علاجات فعّالة وتقليل الشيخوخة المبكرة. هالفهم الجديد يفتح فرص لتحسين شفاء الجروح، خصوصاً عند كبار السن اللي غالباً يعانون من بطء الشفاء.
باستهداف خلايا معينة، العلماء يطمحون لتسريع إغلاق الجروح بشكل كامل وأكثر فعالية. الحفاظ على نمط حياة صحي بعد مهم لتقليل تلف الخلايا وتعزيز الشيخوخة الصحية. نظام غذائي متوازن، ممارسة الرياضة بانتظام، وإدارة التوتر كلها تساعد في تقليل تراكم الخلايا الضارة.
زيادة حرق الدهون تؤثر على التمثيل الغذائي للخلايا، وتؤدي لتسريع الشيخوخة وظهور الأمراض المرتبطة بالعمر. لما جسمك يتحول من حرق السكر إلى حرق الدهون، يصير خلل يسبب ضغط اختزالي وتراكم جزيئات ضارة مثل الجذور الحرة.
هالتغير بالتمثيل الغذائي يعيق وظائف الخلايا، ويدفعها لدخول حالة التقدم بالعمر المبكر. تقليل تناولك حمض اللينوليك اللي هو حمض دهني متعدد غير مشبع موجود في كثير من زيوت البذور، يساعد على الحفاظ على التوازن الأيضي ومنع تلف الخلايا.
الطريقة الأساسية لذلك هي تجنب الأطعمة المصنعة، لأن أغلبها يحتوي زيوت بذور. رغم أن الأبحاث في هالمجال مستمرة، متابعة آخر الاكتشافات تمكّنك من اتخاذ قرارات صحية واعية لجسمك.
المصادر والمراجع
- Nature Aging November 13, 2024
- Medical Xpress December 13, 2024
- Journal of the American Geriatrics Society, 63(3), 427–438
- J Burns Trauma. 2022 Feb 17;10:tkab045. doi: 10.1093/burnst/tkab045
- Front Immunol. 2024 Oct 17;15:1429716. doi: 10.3389/fimmu.2024.1429716
- Science, 2021;373(6552)
- Nutrition Research, 2022; 104
- Journal of Cleaner Production September 10, 2019